آخر المقالات

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

"القرآن له رب يحميه"

" حرف من حروف النكرة"



مجموعة أهم الأحداث : كنيسة مصدرها مبني للمجهول وصاحبها " القس "تيري جونز" حرف من حروف نكرة ، لم يكون يسمع بهما أحد من قبل ( القس و الكنيسة) أنهما يقعان في فلوريدا ، لولا تلك الضجة التي خلقها ذالك القس لنفسه ولكنيسته من خلال عزمه على حرق نسخ من المصحف الشريف يوم السبت المقبل تخليدا ،كما يتصور ، ذكرى أحدث الحادي عشر من أيلول عام 2001 . بزعم أن الشريعة و الإسلام هما مسئولان عن تلك الهجمات .
الملفت للانتباه أن أغلب التنديدات من العالم الغربي جاءت على خلفية التخوف أن مثل هكذا دعوات لحرق القرآن "ستضع قواتهم في خطر" أكثر من أنه عمل معيب وغير أخلاقي . فمثلا، اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي " روبرت جيبس " أن مثل هذه الدعوات تضع قواتهم في خطر، وأي نشاط يعرض قواتهم للخطر هو مصدر قلق لهم ، كما يقول .
والجنرال ديفيد بتريوس ،قائد القوات الأمريكية في أفغانستان ، دق من جهته ناقوس الخطر بأن حياة جنوده ستكون عرضة للخطر إن مضت هذه الكنيسة في تنفيذ خطتها هذه. مضيفا، أن هذا بالضبط ما تريده وتتوق إليه حركة طالبان ، على حسب تصوره. أما الجنرال "وليام كالدويل" قائد بعثة تدريب قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان يقول "هذا يعرض للخطر سلامة رجاله ونسائه".
من جهتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تستعد لمنح جائزة لرسام الكاريكاتير الدنمركي" كيرت فسترجارد"، صاحب الرسوم المسيئة للرسول الكريم ، محمد – صلى الله عليه و سلم ، رغم الاحتجاجات الواسعة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي قبل خمسة أعوام. ومن هنا تكون الصورة أوضح بان تنديداتهم ليست سوى عبارات يتم التلاعب في ألفاظها. و ما كان هذا ليحصل لو أن هناك موقف رسمي صارم من الدول العربية الإسلامية اتجاه هذا التطاول على رموز ومقدسات الأمة .
كما حصل ، في وقت سابق ، لرئيس الحكومة الايطالية برلسكوني ، عندما أجبر على الاعتذار مرتين للألمان لتطاوله على عضو برلماني ألماني ووصفه بأنه يشبه "حارس في إحدى معسكرات النازية " . وتحركت بقوة الجهات الرسمية واعتبرتها اهانة للأمة الألمانية وأجبرته على الاعتذار أكثر من مرة ... فكيف حال إذا تعلق الأمر بمقدسات أمة تمثل أكثر من مليار نسمة تستفز مع سبق الإصرار في معتقداتها ومقدستها. إذا كانت ميركل تزعم أن تلك الرسومات المسيئة تدخل في إطار حرية التعبير في هذه الحالة برلسكوني له الحق أيضا في التعبير .
وإذا كان هذا القس يزعم أن القرآن هو سبب في تدمير بنايتين ومقتل حوالي 3000 شخص في أحداث الحادي عشر ، فمن هو المسؤول عن تدمير بلدان كاملة و إعادتها إلى القرون ما قبل العصر الحجري و مقتل وتشريد ملايين ظلما و عدوانا ، من العراق إلى أفغانستان ...
ونشر "الفوضى الخلاقة" في المنطقة من الصومال إلى السودان إلى اليمن وصولا إلى باكستان و تلك الطائرات "العمياء" التي تستبيح الأرض و السماء لدولة مستقلة ذات السيادة ، و لا حرمة لها لأحد مستيقظا كان أو نائما شيخا أو رضيعا ... بحجة مطاردتها الإرهابيين.


ليست هناك تعليقات: