آخر ما توصلنا لمعرفته من مشايخنا الكرام ، أن من يدفن في البقيع كتب الله له حسن الخاتمة ومأواه الجنة لا نقاش فيها ، بالمفهوم المبسط أن البقيع طريق من طرق المؤدية إلى الجنة ، ربما هو الطريق الرئيسي .
و أن من المكارم التي سوف يحصل عليها من يدفن في هذه المقابر أن تلك الأرض لن تأكل جسد المدفون ، أسوة بأهل البقيع من الصالحين وفي مقدمتهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون.... رغم ما نعرفه أن تلك ميزة اختص بها الله سبحانه وتعالى الأنبياء فقط .
كلام يمكن أن يكون بدرجة فتوى لأن قائله ليسوا أشخاص عاديون وإنما من صفوة القوم ذو درجات رفيعة في الفقه والعلوم الشرعية ... ربما سنسمع في المستقبل فتاوي من يموت جوعا ، عطشا و مرضا ، وهو تحت حصار غزة لن يدخل الجنة لأنه لا يمكن نقل جثمانه للدفن في البقيع، بسبب الحصار ...
أو أن شيخ الشهداء أحمد ياسين أو الذين استشهدوا و تعذبوا في غياهب سجون الاحتلال في فلسطين أو العراق وغير العراق، دفاعا عن شرف الأمة ووجودها ، لن يكون لهم أيضا شرف دخول الجنة والسبب أنهم لم يحصلوا على فتوى تجيز لهم الجهاد ...
كما سمعنا في الماضي القريب تلك الفتاوي التي اعتبرت "المهاجرين الغير شرعيين" والذين يموتون غرقا وهم يحاولون الهروب من الفقر و الجوع والحرمان ليسوا شهداء ، بالمعنى أنهم لن يدخلون الجنة ،و على الأقل لا يدخلونها مباشرة ، لأنهم حاولوا الهروب من جحيم الفقر في بلدانهم وكان عليهم الانتظار الموت جوعا بدل السعي في أرض الله الواسعة ....
بالتأكيد ، مشايخنا أدرى منا بأمور ديننا و لا نستطيع مجادلتهم في ذالك ،لكن عليهم أن يضبطوا "بوصلتنا" بشكل صحيح ،لأننا ما فهمناه من ديننا الحنيف أن امرأة كان مصيرها غضب من الله بسبب قطة حرمتها من نعمة العيش ، فما بالك من أمة قوامها أكثر من مليون نفس محاصرين و مكدسين في أضيق "زنزانة" في الكون ، حرموا حتى من آخر شريان للبقاء على قيد الحياة ...
أيضا ، على حسب فهمنا البسيط لديننا الحنيف أن من يموت دفاعا عن العرض و الأرض مأواه الجنة ، حتى و لو لم يدفن في البقيع وبدون أن يكون حاصل على فتوى .... كما لا يمكن لنا مد اليد إلى أيادي تسجن نساءنا و حرائرنا وتنتهك حرمتنا أمام مرأى أعيننا، وأيضا لا يحتاج ذالك إلى فتوى ...
حمدان العربي
11.03.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق