آخر المقالات

الجمعة، 7 أغسطس 2009

نبش في ذاكرة : "... القائد الذي يسهر ليلا وينام نهارا " !



عندما يستمع المرء إلى شهادات حية لأناس كانوا في قلب الحدث ، تتوقف الذاكرة عن تسجيل أي شيء أخر ماعدا تلك الشهادات لمحطات مفصلية كانت و ستبقى منبوشة في ذاكرة أمة ، حاضرا و مستقبلا ...

عندما يستمع المرء كيف لقائد أعلى لقوات مسلحة ، وهي تستعد وعلى أبواب معركة استرجاع حق وكرامة ، يسهر ليلا وينام نهارا ...حاكما بأمر مدير مكتبه ... قد يتخيل للمرء أن القائد الأعلى يسهر في قاعات العمليات تحت الأرض لمراجعة الخطط وترميمها و تصححيها لساعة الصفر ...لكن لمن أراد معرفة أين كان يسهر القائد الأعلى عليه مراجعة شهادات هؤلاء الشهود...

قائد أعلى كاد أن يكون أول ضحايا تلك الحرب عندما كان آخر العالمين أن الحرب بدأت فعلا وهو في الجو ، نصف القيادة في صحبة المشير و النصف الأخر مصطفين منتظرين قدوم القائد الأعلى ...

قائد ،رقي مباشرة من رائد إلى قائد أعلى برتبة مشير ، لا يؤمن بنظريات الانسحاب ، وألغاها ، بنصف كلمة منه ، من التدريس في الكليات الحربية ... رغم أن مادة الانسحاب التكتيكي عند الضرورة هو فن من الفنون القتال ، بل أصعبهم ، ، وتدرس في جميع الكليات الحربية و قيادة الأركان ،كمادة أساسية ، وعبقرية القائد تقيم من خلالها ...

كالسبيل المثال ، أمريكا ورغم قوتها الضاربة و إمكانيتها حيث لا مقارنة بإمكانيات الفلوجة ، رغم ذالك انسحبت أثناء معركة الفلوجة الأولى ،لتقييم الموقف ومعاودة الهجوم بخطة جديدة ...لأن الانسحاب لا يعني الانهزام .

وقد يذكرنا التاريخ في كثير من الحالات المشابهة ، على الأقل في العصر الحديث ، عندما وجد عريفا نفسه يوما زعيما و قائدا أعلى لقوة ألمانية ضاربة ، وكيف حول انتصاراتها إلى هزائم منكرة ، عريف قاد جنرالات من أمثال "رومل " الثعلب الداهية أو "بولوس" ، قائد الجيش السادس ، رمز ما أنجبته العبقرية العسكرية الألمانية ، وقد ترجاه هذا الأخير أن يقوم بانسحاب ، قبل فوات الأوان ، لإنقاذ قوته "المتوحلة " في أوحال الشرق ، ربما لوتم ذالك لكانت نهاية الحرب غير ما كانت عليه... وما كان للعريف أن يلقى ذالك المصير البائس....

حمدان العربي

07.08.2009






(المراجع :

*حصص شاهد على العصر

* تجربة حياة لمحمد حسنين هيكل)

التي تبثها قناة الجزيرة الفضائية

(ومراجع أخرى) .

ليست هناك تعليقات: