آخر المقالات

الأحد، 2 أغسطس 2009

" ركبت في الحمار" !





" مجموعة أهم الأحداث" :   كلما بدأت في كتابة موضوع ارتعش واشعر بالخجل خوفا من "المطبات"   النحوية القاتلة ، كنصب الفاعل وإعطاء شأنا للمجرور والمنصوب ...
 وتعود بي ذاكرتي إلى الوراء البعيد أيام الطفولة و السنين التعليم الأولى متذكرا ذالك المشهد والضحكات الساخرة للأصدقاء  الصغار  وهم غارقون في الضحك  .
و مازالت ذاكرتي تختزن ذالك المشهد ، عندما طلب منا معلم مادة النحو ، تكوين جمل  فيها الجار و المجرور...
فلاحظت أن كل التلاميذ كونوا من قبلي جمل تحتوي على حرف في : ركبت في القطار ، ركبت في الطائرة...الخ .وعندما جاء دوري قمت  بحماس لتكوين جملة أحسن من الجمل  السابقة ،طمعا في كسب  رضا المعلم والتفوق على أصدقائي  .
فقلت بكل ثقة نفس : ركبت في الحمار ، وإذ بقاعة الدرس تنفجر ضحكا بما فيهم المعلم وأصيبت بالدهشة و الخجل ولم أفهم السبب إلا بعد  أن هدأت القاعة وتوقفت تلك الضحكات الساخرة  و جلس المعلم  بجانبي قائلا  لي : يا صغيري ، الحمير خلقت للركوب عليها...." و لا شيء  إلا الركوب عليها وحمل  الأثقال ودائما تكون مجرورة وعلامات  جرها الخضوع و الخنوع ...
فهمت في تلك اللحظة المعنى النحوي ، لكن لم أفهم في حينها المعنى المجازي...لأن الحمير دائما تكون مجرورة  ولا لشيء آخر غير ذالك...
المهم ، كلما تذكرت ذالك المشهد انفجرت ضاحكا أكثر مما ضحك علي هؤلاء الأصدقاء الصغار والمعلم . وتمنيت لو أن الأيام ترجع إلى الوراء لأشاركهم ضحكهم ...  




حمدان العربي الإدريسي
 02.08.2009
(تعديل : 23.11.2010 )  

ليست هناك تعليقات: