آخر المقالات

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

"تازمامارت" !



عندما سئل ملك المغرب الراحل ، الحسن الثاني ،  يوما من طرف الصحافة الأجنبية ، وقلت الصحافة الأجنبية لأن لو احد تجرأ من الصحافة المغربية على طرحه لكان مصيره ما وراء  الشمس أو قلب  "تازمامارت" ...
المهم عندما سئل الملك عن قصة سجن "تازمامارت" الرهيب ،أجابهم "أن هذا السجن لا وجود له إلا في خيال أعداء الديمقراطية في المغرب" ! 
في ذلك الوقت بالذات كان عشرات من ضباط و ضباط صف شباب مدفونين في سراديب و غياهب ذلك السجن الرهيب ، تخليه فقط قد يصيب الإنسان بالجنون فما بالك من قضى فيه عقدين ، تقريبا ، من الزمن ...
شباب لا ذنب لهم إلا أنهم أمروا بالاستعداد لإجراء مناورة عسكرية روتينية وإذ بهم يجدون أنفسهم في قصر "الصخريات" ،في يوم من أيام ذكريات "جلالته" العزيزة ، وهم لا يعرفون إن كانت مهمتهم إنقاذ الملك من مؤامرة أو مهمتهم القضاء على أمير المؤمنين. . 
"
تازمامارت" أو بشاعة وجنون العظمة أو عدم المغفرة عند المقدرة ،قضى على أحلام ومستقبل هؤلاء الشباب ومن ورائهم عائلات ، دفنت أحلامهم وآمالهم في ذلك السجن ما كان الإنسان ليتخيل وجوده في هذا العصر...
فما ذنب هؤلاء ، هل كان في استطاعتهم عصيان أوامر من قيادتهم للاستعداد لمناورة تدريبية وهل من المنطق أن يناقشوا قيادتهم تفاصيل تلك المناورة وهل كان من المعقول أن يخبرهم ذلك القائد بأنه مقبل على الإطاحة بالملك ... 
"
تازمامارت" سيبقى موجود في مخيلة الإنسانية إلى يوم تفتح فيه الصحف وتفتح فيه جراح و آلام الناس من بشاعة الإنسان من فرعون   و ما قبل فرعون إلى سجن "تازمامارت" وما بعد "تازمامارت"...



بلقسام حمدان العربي الإدريسي

ليست هناك تعليقات: