آخر المقالات

الخميس، 4 يونيو 2009

رحلة صيد في قطار...


ذاكرتي مازالت تحتفظ بتفاصيل حوار ، رغم مرور زمن طويل عليه . الحوار  جرى بين  شخصين كانا جالسان بجانبي في إحدى  القطارات كنت مسافرا على متنها ...
وإذ بأحدهما يبادر الآخر بسؤال قائلا له  :  " يا فلان ، افترض أنك ذاهب إلى رحلة صيد... فقاطعه الثاني بقوله : "لست من هواة الصيد "...
لكن السائل رد عليه : "قلت أفترض ،   فماذا تفضل اصطحابه معك :  أسدا أم "كلبا" . فرد عليه الشخص الثاني،بدون تردد :   "أفضل اصطحاب أسدا "...
لاحظت علامات الدهشة والتعجب على وجه الشخص السائل  ، "قلت  أسدا" ؟  .أجابه الشخص الثاني : " نعم ،  قلت أفضل اصطحاب أسدا على اصطحاب كلبا (أكرمكم الله)...
 مضيفا له :  " أنت تعلم  أن الصيد يكون عادة في الغابة ، و الغابة بطبيعتها هي وكرا لكل أصناف الوحوش المفترسة و الكاسرة والذئاب الغادرة و الثعالب الماكرة و الثعابين والعقارب خطرة الدغ ...
 وعندما يكون بصحبتي أسدا يمشي من أمامي أو بجانبي ، فإن تلك الوحوش المفترسة ستهابني بدون أدنى شك و لا تجرأ الاقتراب مني و لا تؤذيني ، يضيف المجيب  بكل ثقة نفس...
لكن الكلب ، رغم أنه يمشي ورائي  و يأتمر بأوامري إلا أن الغدر والخوف  الساري  في عروقه تجعله يتخلى عنك بسهولة ، هذا إذا لم ينهشك من الخلف...    
لكن الشخص السائل  رد عليه بشيء من الحدة والتعجب : ألا تخشى أن يفترسك الأسد  ، عكس "كلب الصيد" ، بفطرته الخانعة...
أجابه الثاني ،بنبرة أكثر ثقة ، " ليس من شيم الأسود الغدر" ، بدليل أنها لا تأكل "الجيفة" . ومع ذلك ، يضيف المجيب، أفضل افتراس الأسود على  نهش الكلاب...
لكن ،  و للأسف شديد في هذا المقطع بالضبط  سمعت مكبر الصوت و هو يعلن اسم المحطة التي أنا قاصدها .  وكنت أتمنى لو أن الرحلة كانت أطول لاستمع إلى ختام ذلك  الحوار...

 ولمن تكون الغلبة ،  للذي بفضل اصطحاب  الأسود رغم خطر الافتراس . ومن بفضل الصيد ومن وراءه "الكلاب" ، رغم خطر مكرها و غدرها  ... 








بلقسام حمدان العربي الإدريسي
04.06.2009
 

ليست هناك تعليقات: