ذاكرتي مازالت تحتفظ بتفاصيل حوار
، رغم مرور زمن طويل عليه . الحوار جرى بين
شخصين كانا جالسان بجانبي في إحدى القطارات كنت مسافرا على متنها ...
وإذ بأحدهما يبادر الآخر بسؤال
قائلا له : " يا فلان ، افترض أنك ذاهب إلى رحلة صيد...
فقاطعه الثاني بقوله : "لست من هواة الصيد "...
لكن السائل رد عليه : "قلت
أفترض ، فماذا تفضل اصطحابه معك : أسدا أم "كلبا" . فرد عليه الشخص
الثاني،بدون تردد : "أفضل اصطحاب أسدا "...
لاحظت علامات الدهشة والتعجب على وجه الشخص السائل ، "قلت أسدا" ؟ .أجابه الشخص الثاني : " نعم
، قلت أفضل اصطحاب أسدا على اصطحاب كلبا
(أكرمكم الله)...
مضيفا له : " أنت تعلم أن الصيد يكون عادة في الغابة ، و الغابة
بطبيعتها هي وكرا لكل أصناف الوحوش المفترسة و الكاسرة والذئاب الغادرة و الثعالب
الماكرة و الثعابين والعقارب خطرة الدغ ...
وعندما يكون
بصحبتي أسدا يمشي من أمامي أو بجانبي ، فإن تلك الوحوش المفترسة ستهابني بدون أدنى
شك و لا تجرأ الاقتراب مني و لا تؤذيني ، يضيف المجيب بكل ثقة نفس...
لكن الكلب ، رغم أنه يمشي ورائي و يأتمر بأوامري إلا أن الغدر والخوف الساري في عروقه تجعله يتخلى عنك بسهولة ، هذا إذا لم
ينهشك من الخلف...
لكن الشخص السائل رد عليه بشيء من الحدة والتعجب : ألا تخشى أن يفترسك الأسد ، عكس "كلب الصيد" ، بفطرته الخانعة...
لكن الشخص السائل رد عليه بشيء من الحدة والتعجب : ألا تخشى أن يفترسك الأسد ، عكس "كلب الصيد" ، بفطرته الخانعة...
أجابه الثاني ،بنبرة أكثر ثقة ، " ليس من شيم
الأسود الغدر" ، بدليل أنها لا تأكل "الجيفة" . ومع ذلك ، يضيف
المجيب، أفضل افتراس الأسود على نهش
الكلاب...
لكن ، و للأسف
شديد في هذا المقطع بالضبط سمعت مكبر
الصوت و هو يعلن اسم المحطة التي أنا قاصدها . وكنت أتمنى لو أن الرحلة كانت أطول لاستمع إلى
ختام ذلك الحوار...
ولمن تكون
الغلبة ، للذي بفضل اصطحاب الأسود رغم خطر الافتراس . ومن بفضل الصيد ومن
وراءه "الكلاب" ، رغم خطر مكرها و غدرها ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
04.06.2009
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
04.06.2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق