تركيبة و نفسية المحتل دائما ، في كل الأزمنة و الأمكنة ، مهزوزة رغم محاولة إظهار غير ذلك، وكل نسمة ريح يحسبها خصم ترتعد منها فرائسه ...
في إحدى الليالي قوة من الاحتلال كانت في دورية قرب سفح جبل ، وفجأة أحست تلك القوة أن هناك تحركات غير عادية في أحراش قرب ذالك السفح ، فظنت أن هناك مجموعة من المقاومين (أو مخربين على حسب القاموس القديم ، إرهابيين على حسب القاموس الجديد... ) .
بسرعة تم استدعاء تعزيزات و تطويق المكان طالبة ،عبر مكبرات الصوت ، من هؤلاء المقاومين ، الافتراضيين، الاستسلام ، وبعد عدم تلقي أي رد أطلقت العنين لقذائفها لتدك المكان دكا ، وتم استدعاء سلاح الطيران لمسح ناري للمنطقة.
وفي كل مرة توقف القصف لتعاود طلب الاستسلام بدون جدوى .. قوة القصف الذي كان يسمع إلى مسافات بعيدة ادخل الرعب في قلوب السكان ، وخيل لهم أن هناك اشتباكات عنيفة تدور في تلك المنطقة بين خصمين متساويين في العدد و العدة.
وفي الصباح ، بعد استبيان الخيط الأبيض من خيط الأسود ، تقدمت تلك القوة بحذر شديد لتكتشف الورطة التي وقعت فيها : لقد كان خصمها حمارا ، مزقه ذالك القصف تمزيقا ، حمارا كان ، على ما يبدو ، يبحث عن مكان في تلك الأحراش ليقضي ليلته بعد يوم شاق من حمل الأثقال .
لتستر على تلك الورطة ، تم تطويق الكامل للمنطقة ومنع أي من كان الاقتراب . وأصدرت بيان تقول فيه : بعد رصد قوة كبيرة من "المخربين" ، كانت تضم قادة كبار مطلوبين للعدالة ، و بعد محاصرتهم و الاشتباك معهم طيلة ليلة كاملة ، تم القضاء عليهم جميعا " ، وتم العثور بحوزتهم على أسلحة كبيرة و متطورة ... (لم يقولوا فقط أنهم عثروا بحوزته على أسلحة الدمار الشامل...).
حمدان العربي الإدريسي
02.06.2009
02.06.2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق