آخر المقالات

الأحد، 24 مايو 2009

" قصة تحول مجموعة من المقاومين إلى خرفان"...



الثورات الشعبية ضد الاحتلال ، رغم مرارتها نتيجة قسوة وجبروت المحتل ، إلا أن هناك فسحات من السخرية والتلاعب بمعنويات المحتل المهزوزة أصلا . في إحدى المرات ،طلبت مجموعة للمقاومة   صاحب إحدى الشاحنات نقلهم إلى إحدى المناطق ...
كن في الطريق فوجئ السائق بحاجز للجيش الاحتلال ، وعندما طلب منه ماذا يحمل في خلف الشاحنة أصابه الرعب ولم يجد من كلمات إلا انه ينقل مجموعة من الخرفان إلى السوق المجاور...
احد جنود الاحتلال اطل برأسه داخل الشاحنة ليتحقق من الأمر  لكنه فوجئ بفوهة مسدس احد مقاومين موضوعة في أحد أذنه ، لقطة أدخلت الرعب للجندي  وبدأ يصيح في رفاقه "أتركوه يمر أنها قطعان من الخرفان"...
وبما أن السائق لم يشاهد ماذا حدث بالضبط في الخلف ، فقد صدق أن هؤلاء المقاومين تحولوا بالفعل إلى خرفان . ونشر الخبر في كل مكان ، كالنار في الهشيم...
وانتشر الخبر من بيت إلى بيت ومن قرية إلى قرية وأصبح حديث الناس في المساجد و الشوارع و الأسواق . واعتبرت من براهين المقاومة .وأقيمت حلقات الذكر في المساجد ، ونحرت البهائم . أما شعراء الملحون فوجدوها مادة خصبة يعيدون على الناس في الأسواق و الأعراس تفاصيل القصة و بكلمات موزونة مع إضافات كل واحد على حسب هواه...
أما قوات الاحتلال ، فقد وصلها الخبر عن طريق العملاء،عيونها وأذانها ، ككل زمان و مكان. وبما أن ذلك الجندي لم يخبر أحد من رفاقه أو قيادته بما حصل له بالضبط عند قيامه بعملية تفتيش خوفا من التأنيب أو الاستهزاء، فقد صدق الاحتلال القصة وأصبح يصاب بالرعب عند مشاهدته الخرفان أو الأغنام "ربما تكون مجموعة من المقاومين " ...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
24.05.2009

ليست هناك تعليقات: