" مجموعة أهم الأحداث" : متصفحا شبكة الانترنت باحثا عن مواضيع "الأشعة فوق الحمراء" وإذ بي يطلع عندي "لحوم حمراء" لم أكن أعرف من قبل أن اللحوم الحمراء أصبح لها نفس عبارات البحث مشتركة مع تلك الأشعة ...
المهم ، فضوليا أرادت معرفة ماذا تحتويه تلك المواضيع "الحمراء" والتي أصبحت لها نفس قوة "الأشعة فوق الحمراء" . أول موضوع ، جمعية في إحدى الدول العربية-الإسلامية ، تطلق على نفسها "جمعية الجزارين" ، تبشر تلك الجمعية المستهلكين في ذالك البلد أن بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك الجمعية حددت أثمان بيع تلك اللحوم الحمراء : لحوم الخرفان ثمنها كذا و لحوم الأبقار ثمنها كذا ؟
أثمان بكل تأكيد ستضيف فئات أخرى إلى طابور الذين نسوا لون و رائحة تلك اللحوم ومنهم من سينضم إلى قائمة الذين ينتظرون وفاة أحد الوالدين ليشبعوا لحما صدقة من المعزين و المحسنين وليذكروهم أيضا بلونها و رائحتها...
في الحقيقة تعجبت من القانون الأساسي لمثل هكذا جمعية و في مواجهة من ، المستهلك ؟ المفروض المستهلك نفسه هو من يكون (الضمة على الحرف الأول) ، جمعية تحميه من "سكاكين" الحادة لهؤلاء الجزارين الذين حرموا النفس البشرية وذوي الجيوب محدودة الحجم من الاستمتاع بهذه النعمة الربانية حتى في المناسبات الدينية ...
و يتساءل سائل بأي صفة قانونية جمعية تحدد مسبقا أثمان بضائع تجارية من المفروض أنها خاضعة، مثلها مثل أي سلعة أخرى ، لقانون العرض و الطلب بمعنى قانون السوق ، وبمعنى أوضح ذالك يعتبر احتكارا المنبوذ و المرفوض من قوانين السماء و حتى من قوانين سوق نفسها .
إذا كانت الدولة و الحكومة والتي لها مفاتيح الربط و الفك والأمر و النهي والقائمة على الأمور البلاد و العباد تقول بصراحة أنها لا تستطيع تحديد المسبق لتلك الأثمان وأن ذالك ، كما قلنا سابقا ، خاضعا لقانون العرض و الطلب ، فكيف لجمعية تستطيع تحديد وفرض ذالك ؟
ثمن تلك الأنعام في الأسواق ، كما يؤكد ذالك أصحاب الميدان ، خاضع للارتفاع كما أنه معرض في نفس الوقت للانخفاض الحاد في بعض الأحيان قد يصل حتى خمسين بالمائة ، كما يؤكد هؤلاء العارفون بخبايا الأسواق ، وبدون أن يكون لذالك الانخفاض صدى لدى بائع التجزئة ، يعني الجزار ، الذي يحتفظ دائما بثمن السابق في انتظار الفرصة المواتية لرفعه ، بمعنى أثمان تصعد و لا تنزل .
وعلى المرء أن يتخيل هامش الربح المرتفع الذي يجنى من خلال ذالك على حساب الزبون... ولهذا السبب بالذات من المفروض لهذا الأخير أن تكون له جمعيات تحميه من هذه الأساليب الغير التجارية بالإضافة إلى الأساليب الأخرى منها المعروفة و منها الغير معروفة من الغش والاحتكار و النظافة وسلامة المعروض والتي تمس مباشرة صحة الزبون...
جمعيات من المفروض تبين لهؤلاء "الجزارين" أن الزبون يمكن أن يستغنى عنهم وعن لحومهم ولكنهم لا يستطيعون الاستغناء عن الزبائن و جيوبهم . هؤلاء (الزبائن) لهم بدائل عدة متوفرة ألوانها ليست بالضرورة حمراء ودرجة حرارتها منخفضة تكون بردا و سلاما ، حتى و لو نسبيا ، على أيادي و جيوب هؤلاء المستهلكين .
من بين تلك البدائل الاستغناء كليا أو وقتيا عن أكلها ، بعد أن بينت دراسة و بحوث طبية موثوق منها أن تلك اللحوم (الحمراء) لها علاقة مباشرة بأمراض عدة من بينها السرطانية و "الكولسترول" وغير ذالك... وعلينا تخيل مصير هؤلاء "الجزارون" و"سكاكينهم الحادة " إذا تخل عنهم الزبائن....؟
أو أن يعود الزبون ما كان يفعلونه أجدادنا ألا و هو عدم التعامل كليا مع الجزارين و اللجوء مباشرة إلى السوق بطريقة كانت تعرف ب "الوزيعة" ، وهي أن يلجأ أفراد إلى شراء بهيمة (غنم أو بقر أو غير ذالك...) وذبحها و توزيعها بالتساوي فيما بينهم .
في ذالك الوقت ، كما يحكى لنا ، كان "الجزارون" يقفون عند أبواب الأسواق حاملين ذبائحهم على أكتافهم عارضين إياها على المتسوقين بأبخس الأثمان وحتى بالتقسيط ، هذا إذا لقوا من يشتريها منهم ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق