آخر المقالات

الاثنين، 12 أبريل 2010

سامحيني يا سيدتي...






إني أطرش لا اسمع... لكني أسمع همسات ومناجاة آلامك...إني أعمى لا أرى، لكني أراك وما فعل بك غدر الزمان و خيانة الأيام ... أراك وأنت هائمة و الخوف في عينيك والدموع على خديك ...أراك و على كتفيك هموم تعجز عن حملها جبال و رجال...
أراك هاربة تطاردك لهيب نيران وصرخات فلذات أكباد
أراك راكضة ومن وراءك منزل يحترق وأحلام تغتصب
أراك تجري تطاردك نيرانا لونها أحمر وقودها الحقد  و الانتقام
إني أرى حرقا و نزيفا في قلب  يبكي دما
حرقا   تعجز   عليه   البحار و مياه  المحيطات
إني أراك و على كتفيك كل ما تبقى لك من أمال و أحلام إني  أرى عيونا جفت دموعها وصرخات لم يسمعها "معتصماه" ...
إني  اسمع صرخاتك  رغم إني مصاب  بالصمم منذ الأزل
إني أرى أحزان وبيوت عزاءك  رغم إني أعمى إلى الأبد
إني أحس بأعماقك وثنايا فؤادك  رغم إني فاقد الإحساس منذ الصغر ...

   


أنا لم أحزن في حياتي إلا عند موت أمي...لكن حزنت من أجلك في منامي وفي يقظتي ...سامحيني يا سيدتي... لم ولن استطع مساعدتك لأني أسير...وماذا عسى أن يفعل أسير، أطرش،أعمى...









حمدان العربي الإدريسي

ليست هناك تعليقات: