مازالت أتذكر وأنا صغيرا ، لا أفهم في السياسة ودهاليزها ، عبارة "صلي وأرفع صباطك " (يعني حذاءك أكرمكم الله) .
ويعني بالمفهوم المبسط كما هو شائع الآن، لا دخل دين في السياسة أو المفهوم الجديد السائد "الإسلام السياسي" ، كأن الإسلام عبارة عن صلاة حدوده أبواب المساجد تنتهي صلاحيته بعد "لبس الأحذية" ...
تذكرت ذالك وأنا أطالع آخر و أحدث فتوى لعلماء هذه الأمة يذكرننا فيها "بحرمة العمليات الانتحارية" ، مضيفين أن قتل الناس في الأسواق والأماكن العامة جريمة وانحراف والخروج عن الدين.
إذا كان هذا هو المقصود ، قتل المدنين ، فهو كلام حق يراد به الحق، لأن ليس من حق أحد زهق أرواح آخرين مهما كانت ديانتهم أو ملتهم ...ولا يحتاج الموضوع أصلا إلى فتوى.
لكن إذا كانوا يقصدون الاحتلال الذي دنس الأرض وهتك العرض ، ومن يعاونه و يساعده في تتبع و إذلال المسلمين ، فالموضوع أيضا لا يحتاج إلى فتوى. بل أكثر من ذالك لا يحتاج الإنسان أن يكون مسلما ليعرف أن من حقه أن يدافع عن أرضه وعرضه بشتى الوسائل التي تكون بحوزته ، بل التاريخ كتب عن أمم لا تنتمي للإسلام، لكنها فضلت أن تحرق مدنها بالكامل وبما فيها لكي لا تسقط في أيادي الغزاة.
فالمطلوب من هؤلاء الأئمة الأجلاء أن يشرحوا للرعية كيفية مواجهة الغزاة و المحتلين الذين يمرحون على ارض الإسلام ، يغزون ويدمرون باسم التحرير ، يحاصرون ، يجوعون ويحرقون مدنا بالكامل بحجة وجود مسلحين ... ؟
حمدان العربي
20.01.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق