آخر المقالات

السبت، 12 سبتمبر 2009

مجرد سؤال : هل العراق بلد غير محتل ؟


ألا يستحقون هؤلاء مجرد دعاء ليرفع الله عنهم كربتهم و محنتهم ؟



منذ عملية غزو و احتلال و استباحة العراق ،أرضا و شعبا، في أبشع عملية غزو يعرفها تاريخ البشرية ،وما ترتب عن ذالك من ماسي وآلام لهذا الشعب الشقيق المظلوم الجريح المجروح في أرضه و في كبريائه ...
منذ ذالك التاريخ المشئوم ، يوم سقوط بغداد وما توازيها إلا ليلة سقوط غرناطة وضياع القدس، لاحظت أن بعض أدعية أئمة المساجد ،وخاصة في مثل هذا الشهر الكريم ،أين يكون دعاء المسلم أكثر استجابة عند الله عز وجل ...
وخاصة إذا كانت من أئمة مساجد ،يحملون في صدروهم الكريمة ذالك القرءان العظيم ، ومنزلتهم و ادعيتهم تكون أكثر وزنا عند رب العالمين ، لا يأتون لا من بعيد و لا من قريب في دعائهم على ذكر العراق ويتحاشون ذالك تماما ...يكتفون بالدعاء لإخواننا الفلسطينيين وتحرير القدس...
حتى يتخيل للمرء أن العراق لم يتعرض أبدا إلى غزو و احتلال ،وإنما تلك القوات الضخمة ، التي "سمعنا" عنها أنها استباحت العراق ، مقدمتها ساحة الفردوس و مؤخرتها شوارع أم القصر ، كانت في استعراض عسكري بدعوة من الشعب العراقي وتلها بعد ذالك مناورات مشتركة للاستفادة من تلك التكنولوجيا المتقدمة لاستعمالها فيما بعد في تحرير القدس ،ولما لا غرناطة...
أما تلك الانفجارات الضخمة ،المنقولة على المباشر ، هي سوى عمليات مبرمجة لإزالة مباني و منشات قديمة ، لبناء في مكانها مباني عصرية و حديثة ، وقد تم اللجوء إلى هذه "التقنيات العصرية" واستعمال تلك المتفجرات القوية هي لربح الوقت و المال فقط ،بدل من استعمال تلك المعدات وآلات و الجرافات الكلاسيكية ...
أما الدماء التي سالت وديانا و بحارا ، فهي لمجموعات خارجة عن "قانون العصرنة" ... و الملايين المشردين ،شرقا و غربا، هم في رحلة سياحة إجبارية ، حتى يتم الانتهاء من عملية البناء و التحديث...؟!
ويبقى السؤال ، هل هناك احتلال غير شرعي يستلزم الدعاء ، و أخر شرعي لا يتطلب ذالك. وإذا كان الغازي نفسه يفتخر انه محتل لأرض العروبة و الإسلام ، و يستصدر قرارات بذالك ، فما العيب الدعاء ، وهو أضعف الإيمان ، لإخواننا في أرض الرافدين ،ليفرج الله عنهم كربتهم ومحنتهم ...


حمدان العربي
12.09.2009

ليست هناك تعليقات: