عجبا ! كلما تذكرت الخاتم ، نطقت بشكل لا إرادي عبارة "أحنا مالنا ومال الخاتم" . حتى خفت أن أكون قد أصيبت بعقدة "الخاتم" ...
والخاتم ليس ذالك المعدن الثمين الذي يتخذه البعض زينة و البعض الأخر خزينة ، وإنما تلك العادة العجيبة الغريبة التي غزت مجتمعاتنا العربية الإسلامية ، ألا وهي قضية الخاتم يوم الخطوبة وطقوسه العجيبة الغريبة عنا ، وأصبح البند الأساسي والغير قابل للنقاش ، حتى لو أدى ذالك إلى إلغاء الزواج نفسه.
بل فعلا ،لقد تم فسخ "خطوبات" ، على خطوات قليلة من إتمام الزواج ، لان العريس تقاعس أو رفض انجاز هذا البند ، مما اعتبر من طرف أهل العروس اهانة ، لا توازيها اهانة ، أمام الأهل و الجيران و الناس...
أو العكس الصحيح ،لأن والد العروس ،المحافظ على تقاليده ،رفض أن تخضع ابنته لهذه الطقوس المستوردة من وراء البحار وعلى أمواج "الصحون الطائرة" ، فأعتبر من العريس أو أهل العريس اهانة لهم وخروج عن دفتر "شروط العصرنة " ...
لقد حاولت معرفة خصوصيات وفوائد هذه العادة حتى نرتمي هكذا في "أحضانها" ، كارتماء الطفل في أحضان أمه ! فلم أجد ما يبرر ذالك ...
الأخطر كله ، حتى مناطقنا التي كانت حصنا منيعا لأصالتنا و تقاليدنا الضاربة في الجذور ، اخترقت بشكل فظيع بهذه العادة الغريبة ، ولا يعرف كيف تمت بهذه السهولة ... بل أكثر من ذالك ، مناطق تحرم فيها البنت من التعليم وحلاوة العلم ، بحجج المحافظة و الأصالة... لتختفي كل هذه المعتقدات يوم "الخاتم"، وطقوس الخاتم... هل تنقصنا عادات الجميلة حتى ننحني خشوعا للعادات الآخرين ...
هذا لا يعني أن هؤلاء ليس لهم عادات جميلة و راقية ، لابد من البحث عنها وحقنها في عادتنا والاستفادة من ايجابيتاها ...ولكننا أيضا ، لا يعقل أن ننحني خشوعا لأي عنوان "مغلف" لا نعرف محتواه أو "ونأكل من أي صحن بدون النظر ما بداخله" إذ كان سما أم عسلا...
حمدان العربي
27.07.2009
نبش في ذاكرة
والخاتم ليس ذالك المعدن الثمين الذي يتخذه البعض زينة و البعض الأخر خزينة ، وإنما تلك العادة العجيبة الغريبة التي غزت مجتمعاتنا العربية الإسلامية ، ألا وهي قضية الخاتم يوم الخطوبة وطقوسه العجيبة الغريبة عنا ، وأصبح البند الأساسي والغير قابل للنقاش ، حتى لو أدى ذالك إلى إلغاء الزواج نفسه.
بل فعلا ،لقد تم فسخ "خطوبات" ، على خطوات قليلة من إتمام الزواج ، لان العريس تقاعس أو رفض انجاز هذا البند ، مما اعتبر من طرف أهل العروس اهانة ، لا توازيها اهانة ، أمام الأهل و الجيران و الناس...
أو العكس الصحيح ،لأن والد العروس ،المحافظ على تقاليده ،رفض أن تخضع ابنته لهذه الطقوس المستوردة من وراء البحار وعلى أمواج "الصحون الطائرة" ، فأعتبر من العريس أو أهل العريس اهانة لهم وخروج عن دفتر "شروط العصرنة " ...
لقد حاولت معرفة خصوصيات وفوائد هذه العادة حتى نرتمي هكذا في "أحضانها" ، كارتماء الطفل في أحضان أمه ! فلم أجد ما يبرر ذالك ...
الأخطر كله ، حتى مناطقنا التي كانت حصنا منيعا لأصالتنا و تقاليدنا الضاربة في الجذور ، اخترقت بشكل فظيع بهذه العادة الغريبة ، ولا يعرف كيف تمت بهذه السهولة ... بل أكثر من ذالك ، مناطق تحرم فيها البنت من التعليم وحلاوة العلم ، بحجج المحافظة و الأصالة... لتختفي كل هذه المعتقدات يوم "الخاتم"، وطقوس الخاتم... هل تنقصنا عادات الجميلة حتى ننحني خشوعا للعادات الآخرين ...
هذا لا يعني أن هؤلاء ليس لهم عادات جميلة و راقية ، لابد من البحث عنها وحقنها في عادتنا والاستفادة من ايجابيتاها ...ولكننا أيضا ، لا يعقل أن ننحني خشوعا لأي عنوان "مغلف" لا نعرف محتواه أو "ونأكل من أي صحن بدون النظر ما بداخله" إذ كان سما أم عسلا...
حمدان العربي
27.07.2009
نبش في ذاكرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق