المحتل، في كل زمان و مكان، ورغم قوته وجبروته، يبقى قزم، مرعوب، مهزوز و مضحك أمام رجال المقاومة رغم التباين الرهيب في ميزان التجهيزات و القوى...
في إحدى المرات، وفي منطقة نائية كانت تمر مجموعة من المقاومين لا حظوا من بعيد أن هناك سيارة لأحد المستعمرين متوقفة على حاشية الطريق، وفهموا أنها معطلة من نفاذ البنزين. وتم وضع خطة، يذهب واحد منهم لإحضار دلو من البنزين و الانتظار من خلف احد الأشجار القريبة.
تقدم احد المقاومين من ذالك الرجل و استفسره عن سبب توقفه. وبالفعل اخبره أن البنزين نفذ من سيارته و المنطقة نائية و لا يدرى ماذا يفعل. فطمأنه ذالك المقاوم واخبره أن المسالة بسيطة جدا .
نزع ذالك المقاوم طربوشه الأحمر من فوق رأسه و بدا يتكلم منه ، كأنه جهاز إرسال طالبا من محدثه "الافتراضي" بان يحضر في الحال ومعه كمية من البنزين لأن احد المارة تعطلت سيارته ولابد من مساعدته ، لان المنطقة نائية لا يوجد بها محطات بنزين .
وبالفعل بعد برهة قصيرة حضر رجلا و معه البنزين أمام دهشة و استغراب ذالك المستعمر.
وفي اليوم التالي ، بعد أن نشر الخبر، جن جنون قوات الاحتلال وبدأت حملات واسعة في الطرقات و الأسواق وفي كل مكان تصادر كل طربوش احمر من فوق رؤوس الناس ، وأصدرت قانون يمنع بموجبه استعمال ، بيع أو شراء "الطربوش الأحمر" المرعب ....
حمدان العربي
22.05.2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق