(صورة من البي.بي.سي)
" مجموعة أهم الأحداث" : مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ، وكأي مناسبة دينية كبرى و كما جرت العادة تعلن حالة الطوارئ في المعسكرين . معسكر التجار و"المتحكمون" في مداخل الأسواق و مخارجها ومن خلالها في بطون و جيوب الناس من جانب ، ومن جهة أخرى عامة الناس .
هؤلاء الناس لا ينتهون من "معركة" حتى يجدون أنفسهم مقبلين على "منازلة" أخرى ،ولا بد لهم من إيجاد ميزانية تفرضها عليهم الأسواق و قوانينها الخاصة...
الجانب الأول ، أي التجار ومحيطهم يريدون معرفة بالضبط ما تبقى في جيوب هؤلاء الناس للاستيلاء على ما تبقى فيها في هذه المناسبة الدينية العظيمة .
و هم يعلمون ( أي التجار ) علم اليقين أن ذالك المواطن البسيط ، مهما كانت حالته المادية ، لا يمكن له التفريط في أداء شعائر هذه المناسبة العظمية ، قدوة بسيدنا إبراهيم ،عليه السلام ، عندما أراد أن يضحي بفلذة كبده طاعة و تقربا من الله عز وجل.
و ليس أصدق من قول أحد البسطاء عندما قال ،إن شاء الله سنضحي مهما كان ذالك الثمن ،لثلاثة أشياء : أولها ، لسنا أحسن من سيدنا إبراهيم ، عليه السلام عندما لم يعز عليه ابنه طاعة و خضوعا لأوامر الله عز و جل . ثانيها ، لنصدق لمن هم أفقر منا . ثالثها لإشباع أولادنا لحما و لو مرة في السنة ،بعد أن حرمونا هؤلاء التجار من هذه النعمة طوال السنة .
حتى أن البعض من الناس نسى لون ومذاق هذه اللحوم ، والبعض الآخر أصبح ينطبق عليه مثل شخص الذي "فرح فرحا" لم يفرح مثله في حياته يوم وفاة والده لأنه في ذالك اليوم فقط عرف لون تلك اللحوم و شبع منها...
أما عن أموالنا ، يضيف ذالك الشخص البسيط ، فهي وديعة لدى "هؤلاء" ، ( يعني بهم التجار والمضاربون ومن على شاكلتهم... ) ، إلى يوم يلتقي فيه الجمعان .
أغرب ما في الأمر عندما تسأل هؤلاء ( التجار) عن أسباب ارتفاع ثمن الأضحية هذه السنة، مثلا، يأتيك جواب، لا يعرف هل هو مضحك أم مبكي، فيقال لك " هذه السنة ممطرة وهناك وفرة آكل لذالك المربون ليسوا في عجلة من أمرهم لبيع مواشيهم و من البديهي ترتفع الأسعار..." . كأن لسان حالهم يقول " مادام قد أرحمتنا السماء فلن نرحم من على الأرض..." .
وعندما تسألهم في مرة أخرى عن سبب هذا الغلاء الفاحش يأتيك جوابا مناقضا تماما للأول : "هذه السنة ضرب الجفاف بقوة ... لذالك المربون يدفعون تكاليف باهظة في عملية شراء " العلف " لمواشيهم ومن البديهي و من حقهم استرجاع خسارتهم "...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق