آخر المقالات

الأربعاء، 30 أغسطس 2017

" اللهم قوي الظالمون على الظالمين"...


دعاء المُدون أعلاه، وجدت نفسي تردده تلقائيا و لا شعوريا،  وأنا أخطو خطواتي الأولى في السوق يومين تقريبا قبل حلول عيد الأضحى المبارك. اخر زيارتي له ، يعني للسوق ، كانت قبل يومين...
في الحقيقة ، كدت أن أسقط مغميا علي و أنا أرى الأسعار لنفس المواد وقد تكون هي نفسها التي كانت معروضة قبل يومين بفارق في الأسعار قد تفوق  500 بالمائة لبعض المواد و ليست اقل مائة بالمائة المواد الأخرى الأقل أهمية...
أجريت حوار مع نفسي متسائلا عن نوعية "الطين الخام" المُركب منه هذا الفرد، الذي يصوم و يصلي و يحج و يصوم يوم عرفة، لكنه يستغل كل مناسبة من المناسبات الروحية عظيمة كعظمة تضحية سيدنا إبراهيم بفلذة كبده ترضية الله ، عز وجل...
ليحولها هذا الفرد إلى تضحية بمقدرات الناس الشرائية ليحرم فئات واسعة من أصحاب الدخل المتوسط من تلبية متطلبات ضرورية لإتمام فرحة العيد ،  فما بالك بالمحدودين الدخل أو أدنى من ذلك ، لتلبية و ترضية نفسه خاضعة لشيطان  ...
هذا الفرد بمرتبة ظالم تجده يتكلم عن الظلم و "الحقرة" من حكامه ، كأن هذا الفرد ينتظر من  الله عز وجل ، أن  يُسلط عليه أئمة  صوفية "يضربون  له الدف" صباحا مساءا و يسلوه   بأشعار و أذكار  روحانية .هذا المواطن لا يصلح له سوى حكاما على وزن الحبيب العدلي وجهازه المركزي يسمونه سوء العذاب...
 قلت يصوم و يصلي و يقف بين يدي الله في يوم عرفة العظيم ، كأنه يضحك على نفسه أو على الله ، ظنا منه أن تلك العبادات ، التي لم تُغير من سلوكياته ، ضمانا  من غضب الذي سنن القوانين الكونية و إليه ترجع الأمور...
قلت المواطن العربي ، لأن و أنا اكتب في الموضوع كان بجانبي خبرا من بلد عربي مسلم ، يتكلم على عملية واسعة ومعممة للغش و  النصب والاحتيال في عملية بيع  الأضاحي ، تتمثل في استعمال الملح والماء أو الخميرة ...
 أو استعمال بعض الأدوية المتضمنة للبروتينات والهرمونات، لزيادة وزن الأضحية لتبدو على غير حقيقتها ليرتفع سعرها بما لا يتناسب مع ثمنها الحقيقي...
أو كما حدث في عيد الأضحى المبارك السابق ، في بلد عربي مسلم اخر ،  بحيث  الكثير من الناس رموا أضاحيهم في المزابل مباشرة بعد ذبحها . لأنها كانت محقنة بمواد لا يعرف مصدرها تتعفن الأضاحي مباشرة بعد عملية الذبح...
بالمختصر المفيد ، الموضوع الذي كتبته أعرف أنه لا يقدم و لا يؤخر في فرد فقد كل خصائص الوجود المعنوي و الروحي ...
 وإذا كان الترغيب و الترهيب الإلهي  لم يؤثران فيه  كيف يؤثر فيه موضوع كهذا  ، هذا إذا قرأه أصلا .  لكنه (أي الموضوع) تنفيسا عن احتقان وكبت نفسي عميقين، فقط لا غير...




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
30.08.2017

ليست هناك تعليقات: