غزة - دنيا الوطن
تاريخ النشر : 2012-08-05
مولد دولة الإسلام .. غزوة بدر الكبرى:
في مثل هذا اليوم من عام 2هـ الموافق 13 من مارس 623م وقعت معركة بدر بين المسلمين بقيادة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكانت أول انتصار تحققه دولة الحق علي أنصار الشرك وأهل الكفر.
خرج المسلمون بادئ الأمر من أجل اعتراض قافلة تجارية كبيرة بها ألف بعير وثروة تقدر بـ 50 ألف دينار ذهبي، بقيادة "أبي سفيان بن حرب"، لتعويض بعض ما أخذه المشركون منهم في مكة. إلا أن أبا سفيان علم بما يدبره المسلمون فغير من طريقه وأرسل في طلب نجدة قريش. وما أن علمت قريش بالأمر حتى خرجت للقتال في جيش قوامه 1300 مقاتل ومعهم 600 درع و100 فرس، وأعداد ضخمة من الإبل، أما عدد المسلمين فكان حوالي 314 مقاتلا، منهم 83 من المهاجرين.
استشار النبي صلى الله عليه أصحابه لمعرفة موقف الأنصار من القتال ، فأدرك سعد بن معاذ مقصد الرسول وقال امض يا رسول الله لما أردت؛ فنحن معك، والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبرٌ في الحرب، صدقٌ في اللقاء". سُرّ النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "سيروا وابشروا فإن الله تعالى وعدني إحدى الطائفتين".
ورغم الشورى والبشارة فإن بعض قلوب المؤمنين كانت تكره اللقاء، والأخرى كانت تريد العير. وصور القرآن الكريم هذه الحالة النفسية للمؤمنين تصويرا دقيقا في قوله تعالى: "كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُّحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ" (الأنفال: 5 - 7). نزل المصطفي أدنى بئر بدر عشاء ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان، فتقدم أحد مقاتلي الأنصار وهو "الحباب بن المنذر" فأشار علي النبي صلى الله عليه وسلم : "يا رسول الله أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة".
فقال: "يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغوّر ما وراءه من القلب (أي الآبار)، ثم نبني عليه حوضا، فنملأه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد أشرت بالرأي".. ثم اقترح "سعد بن معاذ"على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني المسلمون له مقرا لقيادته، يقوم على حراسته عدد من الشبان الأشداء ويكون مجهزا ببعض الركائب، وعلل سعد اقتراحه بقوله: "وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا، فقد تخلف عنك أقوام، يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبا منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلّفوا عنك، يمنعك الله بهم، يناصحونك، ويجاهدون معك"، وهو إدراك بأهمية الحفاظ على القيادة، فليس من الحكمة أن تكون القيادة المسلمة مكشوفة في الصراع مع أعدائها، ولذلك أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الاقتراح، وأمر بتنفيذه، وكان سعد هو قائد الحرس لهذا المقر.. نعم القائد ونعم صحابته.
مضى النبي صلى الله عليه وسلم يعبئ الجيش للقتال، ويشحذ معنوياته، وكان من روعة هذه التهيئة النفسية الإيمانية أن النبي صلى الله عليه وسلم مشى في ميدان المعركة وأشار إلى مصارع بعض كبار المشركين، فبدأت النفوس القلقة تهدأ وتستقر، ثم وقف صلى الله عليه وسلم يناجي ربه أن ينزل النصر على المسلمين، وأخذ يهتف بربه قائلا: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" حتى سقط الرداء عن كتفيه صلى الله عليه وسلم وهو مادٌّ يديه إلى السماء، فأشفق عليه أبو بكر الصديق، وأعاد الرداء إلى كتفيه والتزمه (احتضنه) وهو يقول: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك" فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: "سيهزم الجمع ويولون الدبر".
وفي ليلة بدر أنزل الله مطرا خفيفا على المسلمين ثبت به الأرض من تحتهم، بينما كان المطر شديدا على معسكر المشركين، وغشي المسلمين في هذه الليلة نعاسٌ، ملأ النفوس طمأنينة، والأجساد راحة واسترخاء، وكانت منحة من الله تعالى لهم، ثم أوحى الله تعالى إلى الملائكة أن يثبتوا الذين آمنوا، وألقى الله الرعب في قلوب الذين كفروا، ثم قلل الله تعالى عدد المشركين في أعين المسلمين، وقلل عدد المسلمين في أعين المشركين، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم المشركين في منامه قلة لا قيمة لهم، ولا وزن. سار النبي صلى الله عليه وسلم إلي أرض المعركة لصالحه وسبق المشركين إلى الميدان، فجعل الشمس في ظهره، أما قريش فكانت الشمس في أعينها.
حفز النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على القتال بعبارة قوية لا تحمل أي تردد أو خوف فقال: "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض"، "والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيُقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة"، فقال"عمير بن الحمام": "بخٍ بخٍ أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء؟!"، ثم سأل "عوف بن الحارث" النبي صلى الله عليه وسلم سؤالا عجيبا فقال: "يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "غمسه يده في العدو حاسرا"؛ فنزع "عوف" درعا كانت عليه فقذفها ثم قاتل حتى استشهد..
بدأ القتال بمبارزة كان النصر فيها حليف المسلمين، فحمي القتال، وقتل 70 من المشركين، وأسر مثلهم، وكان من بين القتلى أئمة الكفر: "أبو جهل" و"عتبة وشيبة أبناء ربيعة" و"أمية بن خلف"، و"العاص بن هشام بن المغيرة". أما المسلمون فاستشهد منهم 14 رجلا، 6 من المهاجرين، و8 من الأنصار.
مكث النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المعركة في بدر 3 أيام، وقسم الرسول الغنائم بين أصحابه بالتساوي وأعطى بعض الذين لم يشهدوا القتال لبعض الأعذار مثل عثمان بن عفان الذي كان مع زوجته رقية في مرضها الذي ماتت فيه، وأعطى أسر الشهداء نصيبهم من الغنائم. أما الأسرى، فلم يسأل الصحابة فيهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الغالبية العظمى كانت تميل إلى أخذ الفداء باستثناء "عمر بن الخطاب" و"سعد بن معاذ" اللذين كانا يحبذان الإثخان في القتل، لكسر شوكة الكفر فلا يقوى على محاربة الإيمان. استشار النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في أمر الأسرى، فأيدوا الفداء، إلا أن القرآن الكريم أيد الإثخان في القتل، لكن روعة الإسلام أن القرآن لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرجوع عن القرار الذي اتخذ بعد الشورى.
وكانت بدر فاتحة خير علي المسلمين فقد كانت مولد دولة الإسلام.
• وفاة السيدة رقية رضي الله عنها:
في مثل هذا اليوم من عام 2هـ الموافق 13 مارس 623م توفيت السيدة رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم. ولدت رقية بنت رسول الله ، وأمها خديجة أم المؤمنين، ونشأت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد استمدت رقية رضي الله عنها كثيراً من شمائل أمها، وتمثلتها قولاً وفعلاً في حياتها من أول يوم تنفس فيِه صبح الإسلام، إلى أن كانت رحلتها الأخيرة إلى الله عز وجل.
تزوجت من ابن عم النبي صلي الله عليه وسلم أبا لهب قبل مبعث الرسول فطلقها بعد دعوة الرسول الي دين الحق نزولا علي رغبة أبو لهب وزوجته الحقود ام جميل كيدا في سيد الخلق ولكن الله أبدلها خيرا منه فتزوجت أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، عثمان بن عفان صاحب النسب العريق والخلق الكريم و أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزاً، ومنعةً.
وهاجرت مع زوجها الكريم الهجرتين الي الحبشة والي المدينة و في المدينة وضعت رقية مع زوجها عثمان مولودها الجميل عبد الله والذي مات بعد أن بلغ ست سنين بعد أن نقر الديك وجهه فتورم وطمر وجهه ومرض ثم مات وعظم مصاب رقية وعثمان رضي الله عنهم وحزن عليه جده صلي الله عليه وسلم ولم تلد بعده رقية أحد.
وأثناء خروج المسلمين لغزوة بدر مرضت رقية مرض الموت ومكث معها زوجها عثمان ومات رقية بنت محمد وحزن لموتها المصطفي بعد مقدمه من بدر وذهب الي البقيع حيث دفنت لدعوا لها.
مقتل ابن عم الرسول"ص":
وهاجرت مع زوجها الكريم الهجرتين الي الحبشة والي المدينة و في المدينة وضعت رقية مع زوجها عثمان مولودها الجميل عبد الله والذي مات بعد أن بلغ ست سنين بعد أن نقر الديك وجهه فتورم وطمر وجهه ومرض ثم مات وعظم مصاب رقية وعثمان رضي الله عنهم وحزن عليه جده صلي الله عليه وسلم ولم تلد بعده رقية أحد.
وأثناء خروج المسلمين لغزوة بدر مرضت رقية مرض الموت ومكث معها زوجها عثمان ومات رقية بنت محمد وحزن لموتها المصطفي بعد مقدمه من بدر وذهب الي البقيع حيث دفنت لدعوا لها.
مقتل ابن عم الرسول"ص":
في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المُبارك الموافق للثامن والعشرين من شهر يناير للعام الميلادي 661 ، قُتل بمسجد الكوفة الإمام عليّ هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب إبن عمّ الرسول (عليه الصلاة والسلام) ، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم وُلد قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ (عليه أفضل الصلاة والسلام) في بيته أول من أسلم بعد السيدة خديجة {رضي الله عنها} .
أخفى إسلامه مدة خوفاً من أبيه أصفاه النبي مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام) صهراً له وزوجّه إبنته فاطمة الزهراء {رضي الله عنها} ضربه بالسيف إبن ملجم أثناء خروجه إلى صلاة الصبح، كانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر قبل موته دعا ابنيه الحسن والحسين ووصّاهما بقوله {أُوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وإن بَغَتْكما ولا تأسفا على شيء ذوى منها عنكما وقولا الحق وارحما اليتيم وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً ولا تأخُذُكما في الله ملامة} تولى غسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، صلى عليه الحسن (عليه السلام) .
ودُفن سَحَراً قيل قبلة مسجد الكوفة، وقيل عند قصر الإمارة، وقيل بالنجف ، والصحيح أنهم غيبوا قبره الشريف {كرّم الله وجهه} خوفاً عليه من الخوارج.
ودُفن سَحَراً قيل قبلة مسجد الكوفة، وقيل عند قصر الإمارة، وقيل بالنجف ، والصحيح أنهم غيبوا قبره الشريف {كرّم الله وجهه} خوفاً عليه من الخوارج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق