آخر المقالات

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

نبش في ذاكرة : " آه يا إعلام ...يا زمان" !



أتذكر ،وأنا مازالت لم أتخطى سنوات التعليم الابتدائي ، كيف انتظر بفارغ الصبر طلوع صباح اليوم الجديد لأهرول إلى أقرب كشك بيع الصحف لأقتني صحيفة الآتية من الشرق وبالضبط من مصر العربية.
وكنت أتمنى أن تسارع أيام الأسبوع خطواتها من أجل أسبوع جديد لأشتري مجلة أو أكثر من تلك المجلات الأسبوعية،ومن اجل ذالك كنت أقتصد تلك "الدريهمات" القليلة التي كنت أحصل عليها يوميا ، مصارف الركوب ذهابا و إيابا للمدرسة .
صحف و مجلات لرجال إعلام والفكر ، أقلامهم حبرها من ذهب تروي الظمأ الفكري و الثقافي ، لا أنسى تلك الملذة التي كانت تغمرني وأنا واضع رأسي بين صفحات واسطر تلك الأقلام...
تذكرت ذالك وأنا ألاحظ ،رغم انفي ، تلك الزوبعة التي سببها إعلام من المفروض أنه الوريث الشرعي لأصحاب تلك الأقلام التي نورت الساحة الإعلامية ليست العربية فقط و إنما العالمية. لا أعرف إن هي مرحلة الشيخوخة أو غير ذالك ...
إعلام وخاصة المرئي ،وقلت المرئي لأنه الأسهل وصولا للناس وعيون و عقول الناس ، في زمن لا وقت قراءة الصحف و لا المجلات أسبوعية أو غير أسبوعية .
و كيف تحولت الأقلام لكلمات "رصاصية" تطلق على كل من تجرا و خالف الرأي ، كمثال ذالك مقدم حصة وهو يشتم على المباشر محاوره وهو مواطن من نفس البلد ، لأن هذا الأخير تجرأ وعارض احد "كبار القوم" الذي قال أنه لم يسمع يوما باسم البلد ذات "المليون شهيد" ...وأسمعه أبشع الكلمات ليس لها مكان حتى في أماكن (...) .  ساحة إعلامية من المفروض أنها عنوان التمدن والتنوع الثقافي والتحاور وقبول واحترام رأي الآخرين ...
أو ذالك مدير منتدى الذي حاول ركوب الموجة ، فحرر رسالة مفتوحة إلى رئيس جمهورية بلده يقترح فيها ، تملقا و تزلفا، أن يتم "تنظيف" مصر من الجزائريين وفي مقدمتهم الفنانين ، لأنهم لطخوا سمعتها بأفعالهم ( ...) ، وعندما أضفت ردي على موضعه وأعلمته أن موضوعه هو "عنوان فتنة و نهش في أعراض الناس تزلفا و تملقا ..." ، أول ما فعله حجب عني الدخول إلى ذالك المنتدى الذي كنت احترمه كثيرا. رغم إني كنت قد قررت مغادرته نهائيا...

حمدان العربي
01.12.2009



ليست هناك تعليقات: