أيها التاريخ ، قف و أكتب قصة مدينة الجهاد و عاصمة الشهداء ورمز العزة و الكبرياء.... سجل بخشوع وأكتب بإجلال قصة مدينة ليست ككل المدن ... سجل في صفحات طاهرة ناصعة البياض مذهبة اللون و بقلم حبره من نور .
سجل بعز و افتخار قصة مدينة قهرت و أبكت الغزاة ، على أسوارها انتحروا وفي داخلها احترقوا وفي أجوائها تهاووا واندثروا و على جسورها القديمة شنقوا ... مدينة تحسبها صغيرة، لكنها فعلت بغزاة ما لم تفعله مدن ودول... مدينة صغيرة الحجم قوية الإيمان، مخزنا ومصنعا للأبطال .
أيها التاريخ ، أكتب بخشوع قصص و ملمحات صنعها رجال ليس ككل الرجال... رجال أنجبتهم بطون أمهات ليست ككل البطون... بطون العز و الشرف و ليست بطون المتعة و العار .
أيها التاريخ ، أكتب و أنت خاشع قصة مدينة تكالب عليها الغزاة و العملاء استعملت "الفوسفورات" البيضاء و الحمراء ، و كل ألوان و أحجام الدمار . بكت السماء وحزنت الأرض من اندثار جثث الأطفال و النساء وعجزت الأنهار و الوديان على استيعاب سيلان الدماء والدموع ...
تهدمت الدور و تحطمت المآذن و المساجد، يذكر فيها اسم الله . دنست المصاحف وامتلأت المقابر و دفنت الجثث في الحدائق ... أذكر أيها التاريخ ، للأجيال القادمة قصة مدينة الإيمان وحول اسمها لتصبح عاصمة الشهداء..
وقبل أن تختم أيها التاريخ ، أكتب و أنت جالس و سجل و أنت غاضب وأفتح صفحات الخزي و العار و أستعمل الأقلام السوداء بدل الخضراء و خبر الأجيال بأسماء العملاء والخونة وأياديهم القذرة الغادرة التي شاركت و ساعدت المحتل في تدنيس وإحراق مدينة المساجد ومدينة الجهاد و رمز العز والكبرياء .
ولا تنسي أيها التاريخ أن تلعنهم صباحا مساءا ، و اذكرهم كأقزام لأمة أصابها الزمان بذله وأصبح فيها الذليل يتهكم على الشهيد ... قف يأيها التاريخ ودون باجلال قصة مدينة ليست ككل المدن أبكت الغزاة و العملاء و اذكرها عبرة و مثال للأجيال.
حمدان العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق