آخر المقالات

الجمعة، 3 أغسطس 2007

ولد الهدى فالكائنات ضياء


مكة ،البلد الذي ولد فيه النبي العربي محمد ابن عبد الله ( صلى الله عليه و سلم ) ، و في وسط مكة تقوم الكعبة و هي بناء ذو أربعة زوايا ،و كانت الكعبة تضم الأصنام ، و في بناء الهيكل تدفقت مياه بئر زمزم و كانت هذه الأرض تعتبر من قبل البعثة المحمدية حرما مقدسا ، و كانت السلطة في مكة لقبيلة قريش و أعظم بيوتها مخزوم و أمية ، و كانت مكة ملتقى القوافل التجارية الضاربة بين بلاد العرب الجنوبية و سوريا.
بحسب كتب السيرة الإسلامية، فإن محمد
نشأ بشعب بنى هاشم بمكة يتيماً فقد مات والده عبد الله قبل ولادته بقليل ، واختار له جده اسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفاً في العرب. وقيل في تسميته أنه كان جمع من سادة مكة يقومون برحلة فالتقوا بحبر من أحبار اليهود وسألهم من أين أنتم ، فأجابوا أنهم من مكة ، فأخبرهم أنه في مكة يخرج نبي يقال له محمد.
وأخذته امرأة تسمى
حليمة السعدية عندما لم تجد غيره وكان فاتحة خير عليها وعلى عائلتها كما تخبر هي . وقد عاش في بنى سعد حتى سن الرابعة من مولده حتى حدث بما يعرف بـ حادثة شق الصدر فخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة حتى ردته إلى أمه التي طمأنتها بألا تخاف عليه .
ولما بلغ ست سنين قررت أمنة أن تزور قبر زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة المنورة مع ولدها اليتيم محمد وخادمتها وبينما هى راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق حتى ماتت ، وانتقل محمد ليعيش مع جده عبد المطلب يتيم الأب والأم .
ولما بلغ محمد ثماني سنوات توفى جده عبدا لمطلب بمكة ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه والذي قام بحق ابن أخيه على أكمل وجه ، وكان محمد في بداية شبابه يرعى غنماً رعاها في بنى سعد ، وفي مكة لأهلها على قراريط ثم انتقل إلى عمل التجارة حين شب. كان يلقب بالصادق الأمين حتى أن أعداء رسول الإسلام كانوا يضعون أماناتهم عنده.
و لما شب محمد (صلى الله عليه و سلم ) عمل في التجارة خديجة و قد شعرت نحوه بتعلق شديد على الرغم أنها تكبره بخمسة عشرة سنة تقريبا فعرضت عليه الزواج منها فقبل و لقد ولد للرسول ( صلى عليه و سلم ) أربع بنات و صبيان لم يلبثا أن توفيا في سن الطفولة.
كان
الشرك وعبادة الأصنام أكبر مظهر من مظاهر الجاهلية في قريش والجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد حيث كانوا يعبدونها ويعكفون عليها ويلتجئون إليها ويستغيثون في الشدائد ويدعونها لحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون بالإضافة إلى انتشار الرذائل مثل الزنا وشرب الخمر ، كما أن الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد كانت مجموعة من القبائل المتناحرة والمتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف.
والمسيحيه و اليهودية كانتا موجودتان ايضاً في شبه الجزيرة العربية ومن أشهر رموزها بحيرا الراهب وغيره. وكانوا يخفون كثيرا من أحكام كتبهم المنزلة من عند الله، ولا يعملون بها ويحلون ما حرم الله أو يحرمون على الناس ما أحل الله وكان كثير منهم يأكلون أموال الناس بالباطل ويثيرون الفتن الطائفية بين القبائل لتقع النزاعات والحروب القبلية وتكون لهم الكلمة العليا؛ فجاء الإسلام ليحرم الطاعة المطلقة لأحد من البشر إلا في المعروف.
وجاء ليبين للناس ما أخفاه الأحبار و الرهبان من أحكام في كتبهم، وجاء لينشر العدل والمساواة بين الناس وحرم الظلم والبغي والعدوان.
لما قارب النبي محمد
سن الأربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين قومه، وحبب إليه الخلاء، فكان يذهب إلى غار حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان ويقضى وقته في العبادة والتفكر والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك وظلم للضعفاء واستعباد للعبيد ووأد للبنات، ولكن ليس لديه طريق واضح، ولا منهج محدد لمواجهة ذلك، وكان اختياره لهذه العزلة من تدبير الله له، وليكون انقطاعه عن شواغل الأرض وضَجَّة الحياة وهموم الناس التي تشغل .
وكانت نقطة تحول واستعداد لما ينتظره من الأمر العظيم، لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض، وتعديل مسار التاريخ ‏.‏‏.‏‏.‏ قدّر له الله سبحانه و تعالى هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان يتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن له الله‏ سبحانه.
وفي صيف 622 غادر أتباع محمد (صلى الله عليه و سلم ) مكة ووجهتهم المدينة المنورة في غير ضجة و لا إعلان ، أما النبي نفسه و أبو بكر الصديق فلم يلحقا بهم حتى الخريف إذا كان عليه أن يسوي بعض شؤون أتباعه التجارية ، و في سنة 622 وصل إلى قباء و هي ضاحية تقع على نحو ثلاثة أرباع الميل جنوب المدينة ،و لبث النبي في قباء خمسة أيام قبل أن ينتقل إلى المدينة ،ثم سار على راحلته فكان كلما مر على قبيلة ناداه رئيسها أن يقيم عنده فكان يقول صلى الله عليه و سلم ،أتركوا سبيلها فإنها مأمورة حتى بركت في حي الخزرج ،فنزل في بيت أحدهم .
و الواقع أن هذه الهجرة ،التي تمثل حدثا هاما في تاريخ المسلمين ،حتى لقد اتخذوا في عهد عمر ابن الخطاب مطلع تلك السنة بداية التاريخ -الهجري- .
وانتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى يوم
الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ، وقد تم له ثلاث وستون سنة‏،.إنا لله وإنا إليه راجعون‏.


عدة مراجع
أهمها كتاب التاريخ الشعوب الإسلامية
- ويكيبيديا -الموسوعة الحرة

ليست هناك تعليقات: