آخر المقالات

السبت، 19 أغسطس 2017

"مراسيم تعديل القرآن"...

يبدو أن العالم الإسلامي مقبل على مرحلة خطيرة و خطيرة جدا . خطورة هذه المرحلة ستتجاوز ما هو حاصل الآن من تشويه صورته ( الإسلام) ،  تشوها لا يمكن إعادة تجميل هذه الصورة ،  حتى ولو تم المجيء يكل خبراء التجميل و التأهيل الأحياء منهم والأموات ...
 المتمثلة في مؤامرة عالمية كبرى بضربه ونسفه ليكون منبوذا من الجميع ويصبح هذا الدين مختصرا فقط في التحريض على قتل الناس أينما ضُبطوا ...
 وما حصل مؤخرا في اسبانيا وقبلها في دول أخرى من قتل الناس  دحسا بالعربات  وطعنا بالسكاكين  في الطرقات وعلى حواشي الطرقات إلا عينة من هذا المخطط الجهنمي الشيطاني الذي لا يستطيع التخطيط له إلا جهة تملك من الوسائل و التفكير يتجاوز بكثير تفكير وإمكانيات المنفذين ، فقط يحملون أسماء عربية إسلامية ...
قلت مرحلة "مراسيم تعديل القرآن" ، قد تكون هذه الخطوة هي حلقة جد متقدمة من المخطط المذكور للإجهاض على هذا الدين في الصميم ...
لأن هذا الكتاب هو الضمان الوحيد المتبقي لهذا الدين لكي يبقى على قيد الحياة . كالإنسان المُصاب ، أجهزة التنفس و الأكسجين هي ضمان استمرار أعضائه في العمل...
وإذا تم النجاح في هذا المخطط ، سيكون القرآن مثله مثل الدساتير الوضعية تُعدل بمراسيم تحتاج فقط لفتوى غير ملزمة من شيخ من مشايخ الفتاوي و حساب عدد الأيادي المرفوعة و الغير مرفوعة في البرلمانات ، ليصبح قانونا ملزما ، يضاف على هامش السورة أو الآية التي تم تعديلها...
 بمعنى ،  ستصبح للأجيال القادمة عدة نسخ من القرآن و عليها الاختيار النسخة  التي تلائم  هوى مرحلتها . ومما لا شك فيه  ، تلك الأجيال سيكون أيضا  من حقها تعديل المعدل أو استبدال النص كليا...
رغم أن العزاء الوحيد  من هذا كله ، هذه المراسيم  إن هي  وُجدت ،  ستكون  عبارة  عن نصوص مصيرها  سلة المهملات و النسيان ، لأن هذا القرآن محفوظ من خالقه في قلوب عباده لا يُطاله  تغيير أو تحريف...
أيضا هناك علماء ، حفظهم الله ، خرجوا بالصوت و الصورة لينبهوا أصحاب تلك الأفكار بخطورة ما يخططون له و أن كتاب الله يحتوي على نصوص واضحة لا تقبل التأويل أو التغيير و ليست قوانين وضعية فيها ثغرات و مخارج قانونية كل واحد يفسرها على هواه...
وإذا كان الهدف من تغيير أحكام ربانية من أجل استرضاء جهة هنا وهناك حقوقية أو غير حقوقية ، على الإنسان أن يحرص على إرضاء الله قبل هؤلاء...
 تحسبا ليوم يقول البعض للبعض كنا لكم في الحياة الدنيا خاضعين و تابعين و نفذنا رغباتكم ، أتقذوننا اليوم شيئا من العذاب وغضب الله . فيرد عليهم هؤلاء ، بمعنى العامي ، "أنقذنا  أنفسنا حتى ننقذكم"...  




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
19.08.2017    

ليست هناك تعليقات: